الدموع على الذهب.. نيتو يفي بوعده لصديقه الراحل

الدموع على الذهب.. نيتو يفي بوعده لصديقه الراحل
حجم الخط:

في واحدة من أكثر لحظات كرة القدم عاطفيةً في العام، كتب البرتغالي بيدرو نيتو، جناح تشيلسي، سطرًا خالدًا في ذاكرة الرياضة، حين أوفى بوعده لصديقه الراحل ديوجو جوتا، وأسهم في تتويج “البلوز” بلقب كأس العالم للأندية 2025، في ليلة امتزجت فيها دموع المجد بالحزن النبيل.

قبل أيام فقط من النهائي، خطّ نيتو رسالة مؤثرة عبر الموقع الرسمي لناديه، تحدث فيها عن الفقد الثقيل الذي أصابه، بعد وفاة مواطنه وزميله السابق في وولفرهامبتون، ديوجو جوتا، إثر حادث سير مأساوي في إسبانيا، أودى أيضًا بحياة شقيقه أندريه سيلفا. الحادث وقع بعد 11 يومًا فقط من زفاف جوتا، وترك خلفه زوجة مكلومة وثلاثة أطفال.

كان نيتو صريحًا وعاطفيًا: “سأخوض المباراة من أجل ديوجو. سيكون دائمًا معي، في قلبي وذاكرتي”. وفي ملعب “ميتلايف” الشهير، وأمام حضور جماهيري يتقد بالمشاعر، في مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صدق نيتو الوعد، وكتب ما يشبه قصيدة كروية خالدة.

وداع لا يُنسى.. ووعد تحوّل إلى ذهب

تحدث نيتو في رسالته السابقة عن علاقته العميقة بجوتا، حين قال: “عندما وصلت إلى إنجلترا كنت صغيرًا جدًا، وكان ديوجو كالأخ الأكبر.. ساعدني إنسانيًا وكرويًا، وأنا مدين له بالكثير”. لم يكن الأمر مجرد زمالة في وولفرهامبتون، بل علاقة عائلية، جمعت مجموعة من البرتغاليين مثل روبن نيفيز وجواو موتينيو وروي باتريسيو، وانتهت بصدمة الفقد.

حين سمع نيتو الخبر المروع، لم يكن من السهل عليه خوض مباراة فريقه ضد بالميراس في نصف النهائي. لكنه تماسك، واستحضر روح “المحارب” في صديقه الراحل، وقال: “أدركت أنه كان ليريدنا أن نلعب.. أن نكمل”.

تشيلسي يكتب التاريخ.. ونيتو يكرّس المعنى

في نهائي كأس العالم للأندية 2025، فاجأ تشيلسي العالم وأجهز على باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة لا تقبل الجدل. البلوز كانوا الطرف الأضعف على الورق، لكن داخل الميدان كانوا وحوشًا لا تُروّض. ومع كل تمريرة، كل انطلاقة، كل احتفال، كان بيدرو نيتو يرسل رسالة إلى السماء: “هذا من أجلك يا ديوجو”.

أداء نيتو كان ملهمًا، وشحن زملاءه بطاقة عاطفية تجاوزت التكتيك والخطط. الفوز لم يكن مجرد انتصار كروي، بل كان لحظة إنسانية سامية. وبهذا الإنجاز، أصبح تشيلسي أول نادٍ في التاريخ يتوج بكأس العالم للأندية في نظاميها القديم والجديد، وهو إنجاز سيُروى للأجيال، لكنه في نظر نيتو لم يكن الأهم.

كرة القدم.. أكثر من لعبة

بعد التتويج، لم تكن صيحات النصر هي الأعلى، بل كانت تلك اللحظة التي رفع فيها نيتو يديه إلى السماء، كأنما يخاطب صديقه الراحل: “فعلتها يا ديوجو.. وعدتك، ووفيت”. ربما لم تكن هناك كاميرا التقطت دمعته، لكن من تابع القصة، شعر بأن كل العالم بكى معه.

لم يكن التتويج مجرد مجد رياضي، بل كان رسالة خالدة عن الوفاء، عن كيف يمكن لكرة القدم أن تكون لغة حب وألم، أن تخلد الراحلين، وأن تمنح الحياة معنى يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.