العرب على القمة.. أجمل 7 مباريات في مونديال الأندية 2025

العرب على القمة.. أجمل 7 مباريات في مونديال الأندية 2025
حجم الخط:

ما الذي يجعل مباراة كرة القدم عظيمة بحق؟ هل هي المهارات الفردية التي تخطف الأنفاس؟ أم الصراعات الجماعية بين الفرق؟

هل يكون العنوان الأبرز هو الرهان المرتفع والمجد الذي ينتظر أحد الطرفين؟ أم هي تلك اللحظات الدرامية الخطرة التي لا تُنسى؟

يمكن للمرء أن يجادل في أي من هذه الاتجاهات، وربما يكون محقًا في جميعها.

فمباراة تنتهي بتعادل 4-4 بين فريقين من منتصف الجدول في الدوري الإنجليزي الممتاز قد تسرق الأضواء وتحبس الأنفاس أكثر من نهائي دوري أبطال أوروبا يُحسم بهدوء بهدفين دون رد، حتى وإن رُفعت الكأس في نهايته.

الأمر كله يتعلق بالذوق، وما يجعل بطولة مثل كأس العالم للأندية استثنائية هو أنها تقدّم كل تلك النكهات دفعة واحدة.

بعض المباريات في دور المجموعات أبهرت من حيث الجودة الفنية رغم أنها لم تكن ذات أهمية حقيقية في جدول الترتيب، وبعضها فجر مفاجآت صادمة غيّرت مسار البطولة، وهناك مباريات حاسمة لا تُنسى، لكن قد تُروى لاحقًا كقصص تحذيرية لما كان يمكن أن يكون.

وربما، هذا هو سر المتعة في بطولة تمتد لشهر كامل. إنها لا تمنحك فقط الفائز في النهاية، بل تقدم لك توليفة من المشاعر، وتتركك بأفكار كثيرة تستحق التأمل.

في هذا السياق، نستعرض أفضل 7 مباريات في كأس العالم للأندية 2025، بناءً على الأداء، والتأثير، والمفاجأة، والإثارة.

تشيلسي 4 – 1 بنفيكا

نأمل أنك كنت تتابع، لأن مباراة بنفيكا وتشيلسي لم تكن واحدة من العروض الكروية الخالدة، ولم تُقدّم أداءً يُبقيك على أطراف مقعدك، لكنها رغم ذلك، كشفت عن أكبر عيوب هذه النسخة من البطولة.

فقد أدت الظروف الجوية إلى تأخيرات طويلة، وخلقت فجوة امتدت لساعتين في مجريات اليوم، ما أثّر على إيقاع المباراة وعلى تركيز اللاعبين والمشاهدين معًا.

تشيلسي خرج منتصرًا بنتيجة 4-1 بعد التمديد، بفضل تحول لافت في أدائهم خلال الوقت الإضافي، وهي النتيجة التي منحت الفريق دفعة قوية في طريقه إلى النهائي.

لكن رغم النتيجة الكبيرة، من المرجح أن يُتذكَّر هذا اللقاء لا بسبب الأهداف أو الأداء، بل باعتباره اللحظة التي دفعت الجميع لإعادة التفكير في الطقس وجدولة المباريات.

بايرن ميونخ 2 – 1 بوكا جونيورز

ازت جماهير أمريكا الجنوبية على إعجاب الجميع في البطولة، فقد كانوا ممتعين، حاضرين بقوة، وصاخبين بطريقة أضافت نكهة خاصة لكل مباراة شاركوا فيها. لكن على عكس الجماهير، لم تكن الفرق دائمًا على نفس المستوى، خاصة الأندية الأرجنتينية التي بدت كمزيج متباين من الحماس والارتباك.

ورغم ذلك، جاءت مواجهة بايرن ميونيخ وبوكا جونيورز لتمنحنا لمحة مثيرة عن مدى قدرة فريق أرجنتيني على وضع نادٍ أوروبي كبير تحت الضغط الحقيقي. كانت المباراة صدامًا بأساليب متضادة تمامًا: فريق بايرن يحاول لعب كرة قدم منظمة ومفتوحة، وفريق بوكا مصمم على إفساد تلك المحاولات بأي وسيلة ممكنة.

بكل بساطة، بوكا لم يكن يريد أن يلعب بايرن، بل أراد أن يعرقله، أن يضربه، أن يُفقده الإيقاع، وقد اقترب من النجاح في ذلك.

انتهت المباراة بفوز بايرن 2-1، لكن ما قد يتذكره البعض هو أنها كانت مباراة “قريبة من المجد” بالنسبة لبوكا – مواجهة كادت أن تقلب الموازين وتثبت أن الروح القتالية قد تضيّق الفجوة مع الجودة.

باريس سان جيرمان 4 – 0 ريال مدريد

أحيانًا، تكون المباريات التي تُحسم بهزائم ثقيلة هي نفسها التي تمنحك أفضل عرض كروي.

هذا بالضبط ما حدث عندما تعرّض ريال مدريد لهزيمة ساحقة، في مباراة كشفت بشكل ساطع عن مدى الهيمنة التي يتمتع بها باريس سان جيرمان.

الفريق الباريسي لم يترك مجالًا للشك، حيث سجل 3 أهداف في الشوط الأول، ثم قضى الشوط الثاني في إدارة الإيقاع والحفاظ على الطاقة، حتى وإن أصر المدرب لويس إنريكي بعد المباراة على أن فريقه لعب بنفس الحدة طوال اللقاء.

بالنسبة لمشجعي ريال مدريد، ربما من الأفضل صرف النظر عن تفاصيل تلك الأمسية، لأنها كانت بكل المقاييس ليلة للنسيان.

أما باريس، فقدّم عرضًا كان أقرب إلى الكمال، ووجّه رسالة واضحة للجميع: هذا فريق لا يكتفي بالموهبة، بل بات يعرف كيف يُنهي المباريات قبل أن تبدأ فعليًا.

بوروسيا دورتموند 4 – 3 ماميلودي صن داونز

ماميلودي صنداونز أو “البرازيليون” كما يُلقبون في جنوب أفريقيا، دخلوا كأس العالم للأندية وهم محط أنظار الكثيرين، كأحد الفرق التي تستحق المتابعة عن كثب.

بأسلوب لعب سريع، ممتع، ومليء بالحماس الهجومي، توقع الكثير أن يقدّم صنداونز عرضًا قويًا في البطولة، ولم يخيبوا الظن.

وفي مواجهة بوروسيا دورتموند، كاد الفريق الجنوب أفريقي أن يكتب واحدة من أفضل مفاجآت البطولة، كانوا شرسين في الهجمات المرتدة، وسجلوا 3 أهداف جميلة ومركّزة، أكدت أنهم لا يخشون مواجهة الكبار، بل يستمتعون بذلك، وبدا الفوز في متناولهم.

لكن حين يكون جوب بيلينجهام في أرض الملعب، فالأمور لا تُحسم بسهولة، فالنجم الإنجليزي الشاب تولى زمام المباراة، وسجّل هدفًا وصنع آخر، وقاد دورتموند لقلب النتيجة والفوز 4-3 في واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة.

إنتر ميامي 2 – 1 بورتو

لا يزال في أحذية ميسي شيء من السحر لا يبهت بمرور الوقت، ففي كل مرة يقف خلف ركلة حرة، يخيم على الملعب صمت خاص، انتظارًا لما قد يتحوّل إلى لحظة ساحرة تنفجر فيها المدرجات.

وهذا تمامًا ما حدث في مواجهة إنتر ميامي ضد بورتو، حين أطلق ميسي تسديدة رائعة وضعت فريقه في المقدمة 2-1، وأشعلت ليلة تاريخية.

لم يكن الأمر مجرد هدف جميل أو لحظة فردية بارعة، بل كان انتصارًا تاريخيًا.

فبفوز ميامي، تحقق أول فوز لفريق من الدوري الأمريكي للمحترفين على نادٍ أوروبي في مباراة رسمية.

ولم يكن انتصارًا محظوظًا أو جاء على عكس مجريات اللعب، بل كان مستحقًا بكل المقاييس.

الفريق سجّل هدفين رائعين، ثم دافع ببسالة من تلك اللحظة وحتى النهاية، محافظًا على التقدم بروح جماعية وذكاء تكتيكي.

وهكذا، لم يُمنح الفريق فوزًا للتاريخ فحسب، بل ضمن به أيضًا مكانًا في دور الـ16 من البطولة، لحظة تُضاف إلى سجل ميسي الحافل، وتُظهر كيف أن لمسته لا تزال قادرة على تغيير كل شيء.

الأهلي 4 – 4 بورتو

ماذا عن مباراة حملت 8 أهداف، لكنها في النهاية لم تغيّر شيئًا في حسابات البطولة؟

مواجهة الأهلي المصري وبورتو البرتغالي كانت واحدة من تلك المباريات التي تُلعب بروح عالية رغم أن أهميتها الحقيقية كانت تعتمد على نتيجة تجري في مكان آخر تمامًا.

فبينما كان الفريقان يتصارعان على أرض الملعب، كان الحدث الأهم يجري آلاف الأميال جنوبًا، حيث كان إنتر ميامي يواجه بالميراس في مباراة كان لا بد لأحدهما أن يخسر فيها كي يحظى بورتو أو الأهلي بفرصة التسلل إلى الأدوار الإقصائية، لكن تلك المباراة انتهت بتعادل مثير 2-2، ليغلق الباب تمامًا أمام أي آمال.

بالطبع، لم يكن لاعبو بورتو أو الأهلي يعلمون ما يدور خارج ملعبهم، فلعبوا كما لو أن كل شيء لا يزال على المحك. الأهلي تقدم أكثر من مرة، لكن بورتو كان يرد فورا.

تقدم الأهلي مجددا حتى بدا وكأن الفوز أصبح في جيبه عندما كانت النتيجة 4-3 مع اقتراب صافرة النهاية.

لكن المخضرم بيبي اندفع للأمام وسجّل هدف التعادل في الدقيقة 89، لتتناثر آمال الفريقين في الهواء.

لم يتأهل أي منهما، صحيح، لكنهما قدّما واحدة من أمتع مباريات البطولة، حتى وإن لم يشاهدها الكثيرون خارج المنطقة العربية.

فأحيانًا، تكون أجمل القصص تلك التي تُروى في الظلال.

الهلال 4 – 3 مانشستر سيتي

هل كانت هناك مباراة تستحق المركز الأول في هذه البطولة أكثر من تلك؟ ربما لا. فكل بطولة كبرى تحتاج إلى مفاجأتها المدوية، تلك اللحظة التي تُخلّد، وتُروى بعد سنوات كدليل حي على أن كرة القدم لا تخضع دائمًا للمنطق. وهنا، جاءت المفاجأة التي كانت كأس العالم للأندية 2025 في أمسّ الحاجة إليها.

الهلال، فريق قوي في محيطه الإقليمي، لكنه بالتأكيد لا يُقارن من حيث الميزانية أو العمق أو التاريخ الحديث مع مانشستر سيتي، الفريق الذي سحق الجميع في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال السنوات الأخيرة. السيتي تقدّم بهدف مبكر في أول تسع دقائق، وبدا أن المباراة تسير في اتجاه واحد. لكن من كان يتوقع ما حدث لاحقًا؟

الهلال لم يكتفِ بالصمود، بل عاد للرد والهجوم والتحدي، قدّم الفريق أداءً هجوميًا جريئًا، وتحوّل إلى عاصفة زرقاء قلبت كل التوقعات، بفضل لاعبين لم يُقدَّروا كما يجب في محطاتهم الأوروبية، مثل مالكوم الذي لفظه برشلونة، وكاليدو كوليبالي الذي لم يجد مكانًا في تشيلسي. معهما، وبدافع لا يعرف الخوف، قلب الهلال النتيجة، وانتزع فوزًا تاريخيًا 4-3 في الوقت الإضافي.

لقد كانت مباراة جنونية، مفاجِئة، مليئة بالعاطفة والرمزية، مباراة لن تُنسى بسهولة، وربما لهذا السبب بالضبط، كانت رقم 1 عن جدارة.