هانز فليك..نقاط قوة و ضعف

صار هانز فليك مدرب برشلونة الجديد رسميًّا، حيث سيخلف تشافي هيرنانديز على دكة البدلاء، بعد أن تمت إقالة الأخير من منصبه، بفعل سوء النتائج والخلافات الأخيرة التي جمعته بإدارة النادي الكتالوني.

برشلونة قرر التخلي عن سياسة الاعتماد على أبناء النادي في منصب المدير الفني، ليضع ثقته في أحد أكثر المدربين إثارة للجدل في العقد الأخير، بعد حقبة أسطورية مع بايرن ميونخ وأخرى مخيبة للآمال مع المنتخب الألماني.

وفقا لتقرير الخاص، معلومات كافية عن المدرب الألماني هانز فليك، وسيرته التدريبية اللامعة بين محطات النجاح وغيرها من جوانب الفشل.

بداية مع المانشافت في غشت من عام 2006، تولى هانز فليك منصب المساعد للمدرب يواخيم لوف في المنتخب الألماني، ليسهم في مرحلة إعادة بناء المانشافت والوصول إلى نهائي أمم أوروبا 2008 قبل الخسارة أمام الإسبان 0-1.

وفي عام 2010، وصل منتخب ألمانيا مع فليك إلى نصف نهائي كأس العالم، ثم نصف نهائي أمم أوروبا 2012، ليتوج هذا العمل المشترك بين لوف وفليك بحصد لقب مونديال البرازيل 2014 بعد الفوز على الأرجنتين في المباراة النهائية بهدف قاتل أحرزه ماريو غوتزه.

هانز فليك مدرب برشلونة وسداسية تاريخية بعد حصد لقب كأس العالم، استقال هانز فليك من مهام المدرب المساعد، وتولى منصب المدير الرياضي في الاتحاد الألماني لكرة القدم، قبل أن يعود إلى هوفنهايم عام 2017 كمدير رياضي، وفي صيف 2019 وصل إلى بايرن ميونخ كمدرب مساعد للكرواتي نيكو كوفاتش.
بعد أشهر قليلة، أقدم العملاق البافاري على إقالة كوفاتش بسبب سوء النتائج، وتعيين فليك كمدرب مؤقت، ليقود مرحلة لا تنسى في تاريخ النادي البافاري، سجل فيها العديد من النتائج الإيجابية لتقرر إدارة الفريق الألماني استمراره في منصبه بصورة دائمة.

حقق هانز فليك مدرب برشلونة 22 انتصارًا في أول 25 مباراة مع بايرن ميونخ، متجاوزًا رقم بيب غوارديولا هناك والذي حقق في القلعة البافارية 21 انتصارًا في أول 25 مباراة.

انتهى موسم فليك المثير بحصد لقب الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا عبر ثلاثية تاريخية لا تنسى، أكملها بالفوز في السوبر الألماني والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ليقود الفريق البافاري إلى سداسية أسطورية لم يسبقه إليها سوى برشلونة بقيادة غوارديولا عام 2009.

الفوز على برشلونة بالثمانية واحدة من أكثر لحظات هانز فليك إثارة، تلك التي أجبرت برشلونة في عيش كابوس حقيقي، ففي عام 2020 التقى برشلونة وبايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، عبر مواجهة انتهت بانتصار ساحق للعملاق البافاري 8-2.

في ذلك العام، أظهر فليك وجهًا مرعبًا للخصوم الذين باتوا يخشون مواجهة بايرن ميونخ، حيث اعتاد الفريق على الهجوم المكثف وتسجيل الأهداف الكثيرة، وكان برشلونة أبرز ضحاياه في ربع نهائي دوري الأبطال من ذلك العام، ليحصد المدرب الألماني جائزة أفضل مدرب في أوروبا عام 2020.

على طريقة غوارديولا

تجمع العديد من الأرقام والصفات هانز فليك مدرب برشلونة بالإسباني الشهير بيب غوارديولا، خاصة أن الثنائي بات الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي حصد السداسية الأسطورية بعد جلبها على يد غوارديولا مع برشلونة، وتتويجها بأفكار فليك مع بايرن ميونخ.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث يعتقد البعض أن هانز فليك هو تلميذ جديد من مدرسة غوارديولا التي تقوم على فكرة “التيكي تاكا”، حيث يفضل المدرب الألماني الاستحواذ على الكرة والضغط المستمر أمام مرمى الخصم، واللعب بدفاع متقدم، وهي جميعها أفكار ابتكرها غوارديولا مع برشلونة وكررها في بايرن ميونخ ومانشستر سيتي.

حقبة متواضعة مع ألمانيا

بعد الفوز بالسداسية مع بايرن ميونخ، لم تدم فترة الود بين الجانبين حيث زادت الخلافات بين المدرب الألماني ومجلس الإدارة، ليرحل بصورة رسمية في الثلاثين من يونيو/ حزيران عام 2021، ويبدأ حقبة جديدة مع المنتخب الألماني لم يرسم خلالها الكثير من ملامح النجاح.

هانز فليك عانى مع منتخب ألمانيا، وودع مونديال قطر بصورة مبكرة من دور المجموعات، قبل أن تتم إقالته لتواصل النتائج السيئة، بانتظار ما سيقدمه مع برشلونة.

نقاط قوة وجوانب ضعف

من الممكن أن يستفيد برشلونة من هانز فليك في جوانب عدة، تتمتع بها شخصية المدرب الألماني البالغ من العمر 59 عامًا.

هانز فليك اعتاد اللعب بطريقة غوارديولا وهو أمر قد يمنح النادي الكتالوني فرصة استعادة هيبته المفقودة، كما أن المدرب الألماني يعتمد على القوة البدنية ويحرص على تطويرها في لاعبيه، وهو أمر سيستفيد به دون شك نجوم برشلونة الواعدون، ويبعدهم عن لعنة الإصابات التي طالتهم كثيرًا ويتقدمهم بيدري.

كما أن قوة هانز فليك مدرب برشلونة الجديد ستدعه قادرًا على الإطاحة ببعض اللاعبين غير الصالحين، أمثال سيرجي روبرتو الذي كان سببًا في كوارث عدة الموسم المنصرم، مما ينهي حقبة الأبقار المقدسة بشكل نهائي في كواليس البلوغرانا.

ويمكن لهانز فليك إعادة الثقة لبعض اللاعبين، خاصة البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي كان بصحبته بمثابة ماكينة تهديفية لا تتوقف، وسط توقعات بالاعتماد عليه بصورة كبيرة الموسم المقبل.

لكن هانز فليك مدرب برشلونة الجديد سيواجه 3 تحديات رئيسية لا يمكن تجاهلها، الأول يتمثل في عدم كونه أحد أبناء النادي مما يعني أنه لن يحظى بالدعم الكامل من أساطير البلوغرانا كما حدث مع تشافي هيرنانديز، خاصة أنه لا يحمل (DNA) النادي الكتالوني.

التحدي الثاني يكمن في قوة الغريم التقليدي ريال مدريد الذي يعيش حقبة ذهبية بحصد لقب الدوري الإسباني والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، مع استقطاب صفقات عملاقة مثل كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان.

المشكلة الثالثة تكمن في التدخل غير المبرر الذي اعتاد خوان لابورتا على القيام به في عمل المدربين، وهو أمر يرفضه هانز فليك وتسبب في خروجه من بايرن ميونخ، مما ينذر بأزمة مبكرة للمدرب الألماني في أسوار الكامب نو.

زر الذهاب إلى الأعلى