
أرقام وظواهر استثنائية من الجولة الأولى لبطولة كأس أمم أفريقيا
لم تتأخّر كأس أمم أفريقيا في نسختها الرابعة والثلاثين التي تحتضنها كوت ديفوار من 13 يناير وحتى 11 فبراير 2024، كثيرًا لتفرز عددًا من الأرقام اللافتة والإحصائيات المميزة، التي صبغت الجولة الأولى من دور المجموعات في “الكان”.
الأمر الأكثر لفتًا للانتباه في كأس أمم أفريقيا الحالية، هو أنّ مجموعة الأرقام التي طفت على سطح هذه الجولة الأولى، لم تكن في شكل مؤشرات إيجابية، بل على العكس، كانت أغلب الدلالات الإحصائية تسبح في فلك سلبي، في ظل عدد من النتائج المفاجئة لا سيما للمنتخبات العربية.
كأس أمم أفريقيا بين استثناء مغربي وخيبة عربية
من الظواهر الغريبة التي تشهدها بداية النسخة الحالية من كأس أمم أفريقيا، ثورة “صغار القارة” على كبارها، ومنها المنتخبات العربية، التي عجزت أربعة من جملة خمسة منها في تحقيق الانتصار.
وباستثناء “أسود الأطلس” الذين بصموا على انتصار العرب الافتتاحي في كأس أمم أفريقيا 2023 على حساب تنزانيا بعرض باهر استقرّ على ثلاثية نظيفة، فإنّ بقية المنتخبات سقطت في فخ النشاز، حيث تكبّدت تونس خسارة مخجلة على يد ناميبيا “المتواضعة” بهدف يتيم.
وبالنتيجة ذاتها انحنت موريتانيا رغم مردودها المشجّع في آخر الثواني أمام بوركينا فاسو، في حين فرّط منتخبا مصر والجزائر في تقدّمهما ليخرجا بنقطة التعادل أمام كل من موزمبيق (2-2) وأنغولا (1-1) عل التوالي.
“كبار السمراء” في فخّ صغارها
سقوط الكبار أو تعثّرهم لم يكن ظاهرة عربية صِرفة في كأس أمم أفريقيا الراهنة، فعمالقة “القارة السمراء” شربوا من الكأس ذاتها، باستثناء السنغال، حاملة اللقب التي دكّت مرمى غامبيا بثلاثية مستحقة، وكوت ديفوار صاحبة الضيافة التي تجاوزت غينيا بيساو بثنائية، فإنّ غانا خرجت خاسرة أمام الرأس الأخضر بنتيجة (2-1)، والكاميرون، المتوّجة باللقب القاري في 5 مناسبات، تعادلت بصعوبة أمام غينيا “المنقوصة” بهدف لمثله، وبالنتيجة ذاتها فرضت “الصاعدة” غينيا الاستوائية التعادل على “البعبع” النيجيري.
تونس تكرّس عقدتها وتُدخِل ناميبيا التاريخ
كرّس السقوط المخجل لتونس أمام ناميبيا في افتتاحية كأس أمم أفريقيا، العقدة التاريخية التي يعانيها “نسور قرطاج” مع المباريات الافتتاحية في الكان، إذ حصدوا في 20 مباراة افتتاحية سابقة، 5 انتصارات فقط و9 تعادلات، في مقابل 6 هزائم، كما يعود آخر فوز لهم في مباراة افتتاحية في “الكان” أمام الجزائر (1-0)، إلى نسخة جنوب أفريقيا عام 2013.
وأشار الهدف القاتل “للمحاربين الشجعان”، إلى أنّ منتخب تونس تلقّى هدفين من آخر ثلاثة أهداف له في كأس أمم أفريقيا بعد الدقيقة 87، الأول أمام غامبيا في نسخة الكاميرون 2021 والثاني أمام ناميبيا، هذه الأخيرة التي دخلت التاريخ، إذ بات فوزها أمام تونس هو الأول في مشوارها القاري في ثلاث مشاركات و9 مباريات.
في زحام السلبيات التي أفرزتها “فضيحة ناميبيا”، وجد القائد يوسف المساكني (34 عامًا)، صاحب أفضل معدل تقييمي في اللقاء (7.8 من 10) حسب منصة “سوفا سكور”، له مكانً مميزًا بفضل إحصائية تاريخية، بعد أن عادل الرقم القياسي للحضور في كأس أمم أفريقيا بـ8 بطولات، إلى جانب قائد منتخب غانا أندريه آيو والكاميروني ريغوبير سونغ، المدرب الحالي للأسود غير المروّضة، والمصري أحمد حسن، مايسترو “الفراعنة” السابق.
ماني وصلاح.. صراع لا يتوقّف في كأس أمم أفريقيا
ما يزال صراع النجمين، ساديو ماني ومحمد صلاح، مستمرًا في بطولات كأس أمم أفريقيا، فلم يفوّت أيقونة السنغال مباراة منتخبه الافتتاحية، للانفراد برقم قياسي لافت، بعد أن بات اللاعب الأكثر مساهمةً في تحقيق الأهداف منذ حضوره القاري الأول في نسخة 2015 بمجموع 12 هدفًا (8 أهداف و4 تمريرات حاسمة).
وتفوّق “أسد التيرانغا”، الذي منح “أسيست” الهدف الأول لمنتخب بلاده في شباك “العقارب”، على كل من الكاميروني فينسنت أبو بكر صاحب الـ11 مساهمة (9 أهداف وتمريرتين حاسمتين) والمصري صلاح بنفس عدد المساهمات أي 11؛ ولكن مع اختلاف في التوزيع (7 أهداف و4 تمريرات حاسمة).