الاتحاد البلجيكي في ورطة بسبب المغرب

تسبب استدعاء أنس الزرزوري لاعب بيرنلي الإنجليزي، إلى المنتخب المغربي المشارك في كأس العالم قطر 2022، في موجة انتقادات حادة من قبل الشارع الرياضي البلجيكي، لمدرب منتخب “الشياطين الحمر”، روبيرتو مارتينيز، وحملوه مسؤولية ما وصفوه بـ”خطف” المغرب سبعة مواهب كروية خلال عام ونصف.

وتلقت تلك المواهب الصاعدة تكوينها في مراكز كرة القدم التابعة للأندية البلجيكية، ولعبت في جميع الفئات السنية لمنتخب بلجيكا، قبل تحولهم إلى منتخب بلد أصولهم، ومن أبرز هذه المواهب بلال الخنوس وبنيامين بوشواري، وإسماعيل الصيباري، وإلياس السيباوي، وصلاح إبراهيم، ونوفل بانيس، وأنس الزرزوري.

وحمّل إعلاميون ومسؤولون بلجيكيون، المدير الفني لمنتخب بلجيكا، المسؤولية في خسارتهم ألمع المواهب ذات الأصول المغربية خلال فترة توليه تدريب المنتخب، بسبب ما اعتبروه ضعفا في التواصل معهم، وفشلا في إقناعهم بعدم تغيير جنسياتهم الرياضية من البلجيكية إلى المغربية، لا سيما أنه حاول بالفعل ذلك، وأغرى بعضهم باستدعائه للمنتخب الأول دون أن يفلح في ثنيهم عن قرارهم.

وصب رواد منصات التواصل الاجتماعي والجمهور البلجيكي، جام غضبهم على روبيرتو مارتينيز والاتحاد البلجيكي، بعد توالي الهزائم في ملفات مزدوجي الجنسية أمام اتحاد الكرة المغربي، رغم أنهم بذلوا الكثير من الجهود لثنيهم عن تلبية دعوة المغرب.

وكان مدرب “الشياطين الحمر” حاول الضغط على الخنوس مغريا إياه بالمشاركة في المونديال رفقة نجوم منتخب بلجيكا، غير أن الأخير تشبث بموقفه وأعرب عن رغبته في اللعب مع المغرب ولو لم يكن ضمن قائمته المستدعاة للمونديال، مؤكدا أنه سيواصل اللعب للمنتخب الاولمبي المغربي في انتظار فرصته في حمل قميص المنتخب الأول، قبل أن يفاجئه الركراكي بدعوته لمونديال قطر.

وتحدى اللاعبون ذوو الأصول المغربية جميع الإغراءات و الضغوط من أعلى المستويات، إذ رفض إلياس السيباوي أكثر من دعوة للانضمام للمنتخب البلجيكي رغم شن حملة إعلامية رهيبة عليه، لا سيما أنه يُعد من الجيل الرابع للجالية المغربية في بلجيكا، مفضلا تلبية نداء المنتخب المغربي الأولمبي.

وتكرر الأمر ذاته مع الصيباري، وبوشواري الذي توج الموسم الماضي بجائزة أفضل لاعب واعد في الدوري الهولندي، وإبراهيم صلاح نجم غينت الذي اعتذر عن عدم تلبية دعوة المنتخب الأولمبي البلجيكي والتحق بالمعسكر الإعدادي للمنتخب الأولمبي المغربي الجاري حاليا بمركز محمد السادس الدولي بالمعمورة في مدينة سلا المغربية.

وهناك العديد من اللاعبين الصغار المنتمين لفئتي أقل من 15 و17 سنة، والذين التحقوا بالمنتخبين المغربيين لهذه الفئة، وقرروا ارتداء قميص بلد الأصول في سن مبكر، بعدما تواصل الاتحاد المغربي مع أولياء أمورهم وأقنعهم بمشروعه الذي أعده لهؤلاء اللاعبين الموهوبين.

ويضم المنتخب المغربي المشارك في مونديال قطر لاعبين كانا مرشحين للانضمام إلى المنتخب البلجيكي وهما بلال الخنوس وأنس الزرزوري، وهو المنتخب الذي وضعته القرعة في مواجهة المغرب ضمن المجموعة السادسة، ومن المحتمل أن يجد اللاعبان نفسيهما في مواجهة منتخب البلد الذي ترعرعا فيه ويحملان جنسيته، وذلك في مباراة الجولة الثانية المقررة يوم 27 من الشهر الجاري، على استاد الثمامة.

ويدشن المغرب مشاركته المونديالية السادسة في تاريخه، بمواجهة كرواتيا يوم 23 نوفمبر الجاري بملعب “البيت”، ضمن المجموعة الخامسة التي تضم أيضًا منتخبي كندا وبلجيكا.

زر الذهاب إلى الأعلى