الأزمة الروسية الأوكرانية.. كرة القدم تقف مع السلام دائماً

أثارت الأزمة الروسية الأوكرانية ردود فعل واسعة لدى الرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم خاصة، حيث نددوا بالحرب ودعوا إلى إيقافها، في بادرة ليست غريبة على نجوم الرياضة الشعبية الأولى في العالم.

 

وتعتبر كرة القدم رافداً من روافد السلام في العالم، حيث تشكل رابطاً قوياً بين الشعوب والأمم وتتجاوز الحدود الجغرافية التي رسمتها السياسية من أجل تكريس السلام والروح الرياضية.

من برشلونة ونابولي إلى ميلوسوفسكي.. كرة القدم تقف في وجه الحرب

 

استغل ناديا برشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي مباراتهما في إياب ثمن نهائي الدوري الأوروبي، مساء الخميس 24 فبراير/ شباط، من أجل تمرير رسالة مفادها ضرورة إيقاف الحرب الدائرة في أوكرانيا.

 

الشعار الذي رفعه لاعبو برشلونة ونابولي في ملعب “دييغو أرماندو مارادونا” ليس سوى غيض من فيض مما شهدته ملاعب أوروبا والعالم من وقفات وشعارات داعمة لوقف الحرب الدائرة في شرق القارة العجوز.

بدوره دعا اللاعب الدولي الأوكراني لنادي أتالانتا الإيطالي، روسلان مالينوفسكي، إلى وقف الحرب على بلاده، وقال لا للحرب في أوكرانيا، ملتمساً إنهاء القتال الذي نشب بين الدولتين الجارتين.

 

كما دعا أسطورة كرة القدم الأوكرانية، أندريه تشيفشينكو، إلى ضرور وقف الحرب الدائرة في بلاده وقال في تغريدة: “في الساعات الأولى من يوم الخميس، بدأت روسيا حربا شاملة.. أهلي وعائلتي تحت القصف.. أوكرانيا وشعبها يريدون السلام. من فضلكم، أسألكم دعم بلادي ودعوة الحكومة الروسية لإيقاف عدوانها وانتهاكها للقانون الدولي.. نحن فقط نريد السلام، الحرب لا تمثل الحلّ”.

 

وضغطت أندية أوروبية أخرى من أجل إنهاء الحرب عبر إلغاء عقود استثمارية مع شركات روسية، تماماً كما فعل نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي فسخ عقد الرعاية بينه وبين ناقله الرسمي شركة الطيران الروسية Aeroflot، كما أزال نادي شالكه الألماني شعار راعيه الرسمي شركة GAZPROM الروسية

قرارات شجاعة من الأندية الأوروبية بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية

 

تاريخ مشرق لكرة القدم في إرساء السلام بين الشعوب

 

كان كأس العالم 2018 في روسيا فرصة لإذابة الجليد الذي تشكل بين الشعوب إبان الحرب العالمية الثانية، حيث تنقل الإنجليز والألمان والبولنديون، وغيرهم، إلى روسيا فتغيرت أفكارهم عن البلد وتقاربت الشعوب التي أبعدتها السياسة وفرقها الرصاص.

 

في روسيا فرضت كرة القدم السلام على الجميع بأجوائها الصاخبة وعشقها الجنوني، فلم يصطدم الإنجليزي بالروسي، ونسي الألماني اقتحام الروس لبرلين في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتعايش البولنديون مع الألمان بلا حقد ولا ضغينة.

 

انتصرت كرة القدم هناك وعلا صوتها على كل أبواق السياسة التي فرقت الشعوب، وكتبت الرياضة الرياضة الشعبية الأولى صفحة جديدة من صفحاتها الزاخرة بخدمة السلام والإنسانية.

 

وفي جنوب إفريقيا استطاع نيلسون مانديلا أن يوحد البلد الذي أنهكته الحرب العرقية بين “السود والبيض”، عبر كرة القدم ورياضة الرغبي، ففي عام 1996 فازت جنوب إفريقيا بلقب كأس الأمم الإفريقية على حساب تونس، واستغل الزعيم الموقف من أجل تكريس السلام بين أبناء شعبه، حيث ارتدى قميص اللاعب الأبيض نيل توفي وقدم له رمز البطولة، في حركة جمعت السود والبيض تحت راية واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى