في 2022.. أنشيلوتي يرفع التحدي ويسعى لتفادي ما حدث عام 2015

عاد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي (64 عاماً) إلى بيته القديم ريال مدريد هذا الموسم، بعد فترة أولى ناجحة مع النادي الملكي مابين 2013-2015، حقق فيها 4 ألقاب للريال أبرزها دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ النادي سنة 2014.

وساد التفاؤل في فريق العاصمة الإسبانية، بعد تعيين أنشيلوتي مديراً فنياً موسم 2021-2022، ليتأكد الأمر بعدما تصدر الريال ترتيب الدوري الإسباني في مرحلة الذهاب و رسم تأهله إلى دور الـ16 من دوري الأبطال متزعما مجموعته التي ضمت فريقاً قوياً هو إنتر الإيطالي.

لكن، وفي خضم الفترة الزاهية للمرينغي، يعلم كثير من محبي الفريق أن المدرب أنشيلوتي عاش نفس السيناريو في سنة 2015 حيث يذكر مدرب إيفرتون السابق في كل مؤتمر صحفي، بفكرة التناوب والتدوير بين اللاعبين التي سبق أن تجاهلها في فترته الأولى، الأمر الذي كلف ريال مدريد غالياً بخسارته للقب فيما بعد.

حقق أنشيلوتي 22 انتصاراً متتالياً موسم 2014-2015، وهو رقم قياسي للنادي خاصة بعد فوزه بكأس العالم للأندية، لكن لم يدم الحال، حيث سقط الفريق في المباراة الأولى من الجزء الثاني، على ملعب الميستايا أمام فالنسيا، ليبدأ التراجع والتقهقر الرهيب.

تعرض الريال بعدها لهزيمة كبيرة أمام غريمه أتلتيكو مدريد بنتيجة 4-0 في بداية شهر فبراير/شباط 2015، في نفس الوقت، غيّر منافسه الكبير في ذلك الموسم، برشلونة ديناميكياته، حيث بدأ يركز على الفوز بالثلاثية، الأمر الذي يختلف هذا الموسم، إذ يقف الفريق الكتالوني على بعد 18 نقطة خلف ريال مدريد المتصدر.

وكان الواجب الكبير بالنسبة لأنشيلوتي في موسمه الثاني، بعد الأول، الذي فاز فيه بدوري أبطال أوروبا سنة 2014، محققا اللقب العاشر للريال والذي طال انتظاره (12 سنة)، هو توزيع الدقائق بين اللاعبين، ليكون قادرا على الوصول بوضع بدني جيد لعناصر فريقه إلى نهاية الموسم.

لم يفلح مدرب الميلان السابق في ذلك، ولم يحصد أي ألقاب في ذلك الموسم، ليلقي باللوم على إصابتين رئيسيتين، إحداهما تخص النجم الكرواتي لوكا مودريتش.

أنشيلوتي يسير في نفس نهج موسم 2014-2015

تجاوز 17 لاعبا في موسم 2014-2015، حاجز الـ1000 دقيقة من اللعب فيما زادت مشاركات 13 لاعبا عن الـ2000 دقيقة. في الموسم الحالي، مع توقعات باستمراره بالاعتماد على نفس خطة التناوب، دون النظر إلى الإصابات المحتملة أوالحالات المرتقبة للعدوى بفيروس كورونا وخوض ريال مدريد نفس العدد من المباريات، وسيكون هناك نفس اللاعبين بالضبط في هذا النطاق من الدقائق.

دون احتساب الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، الذي شارك في جميع المباريات حتى الآن، ومن المفترض أن يستريح في مواجهات كأس الملك، فإن اللاعبين الثلاثة الأكثر استدعاء من قبل أنشيلوتي هم إيدر ميليتاو (2157 دقيقة) وفينيسيوس جونيور (2049) وديفيد آلابا (2037).

ويظهر مودريتش، البالغ من العمر 36 عاما، والذي لا يزال مهما للغاية في خطط ريال مدريد، في المرتبة السادسة بين أكثر اللاعبين مشاركة بواقع (1396 دقيقة) في 18 مباراة من إجمالي 25، وقد غاب عن اللقاءين الأخيرين بعد إصابته بفيروس كورونا.

وتبرز أيضا ركيزة أخرى في الفريق، تتمثل في الفرنسي كريم بنزيمة (34 عاما) ، الذي عانى من ألم في أوتار الركبة اليسرى أواخر عام 2021، شارك في (1912 دقيقة) في 23 مباراة.

وسيستمتع لاعبو ريال مدريد بعطلة قوامها 11 يوما، منها أسبوع كامل دون تدريب، قبل لقائهم الأول في سنة 2022، عندما يزورون خيتافي في 2 يناير/كانون الثاني، ليدخل بعدها “الميرينغي” في ماراثون المنافسة حيث سيخوض مباراة كل ثلاثة أيام.

ومع وجود فارق جيد في ترتيب الليغا، بواقع ثماني نقاط ،عن أقرب منافسيه، يصل أنشيلوتي في منتصف يناير/كانون الثاني تقريبا إلى أول اختبار على أمل الاقتراب من حصد اللقب الأول في الموسم، بعد عدم حصد أي ألقاب طيلة 2021، إذ سيواجه غريمه التاريخي برشلونة في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني.

أنشيلوتي أمام تحدِ شخصي بتحقيق الليغا

وعلى المستوى الشخصي، يواجه أنشيلوتي، بالإضافة إلى أدائه مرة أخرى في إدارة فرق النخبة بعد فترتيه في نابولي وإيفرتون، تحديا جديدا يتمثل في السعي للفوز في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا.

ويتبقى أمام أنشيلوتي لقب الليغا لاستكمال دائرة الإنجازات المهنية والشخصية ، بعد فوزه سابقاً بألقاب الدوري الإيطالي مع ميلان والدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي والدوري الألماني مع بايرن ميونيخ، والدوري الفرنسي على رأس باريس سان جيرمان.

زر الذهاب إلى الأعلى