صراع من نوع خاص بين جوارديولا وكلوب

حجم الخط:

تشهد منافسات الجولة الحادية والعشرين من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز مواجهة خاصة للغاية، وأحد أبرز قمم «البريميرليج»، حيث يحل نادي ليفربول ضيفًا على ملعب «الاتحاد» لمواجهة نادي مانشستر سيتي، في مباراة تحمل في تفاصيلها منافسة بطابع مميز، بين الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، والألماني يورجن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول.

ليفربول يدخل المواجهة المرتقبة متصدرًا ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، برصيد 54 نقطة، حيث لم يخسر «الريدز» أي مباراة في «البريميرليج» خلال الموسم الحالي، وحقق الفوز في 17 مباراة، وتعادل في ثلاث مباريات، كان آخرها أمام نادي آرسنال في الجولة الحادية عشرة من المسابقة، والتي جاءت في الثالث من نوفمبر الماضي.

وعلى الجانب الآخر، فإن مانشستر سيتي يحتل المركز الثالث ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، برصيد 47 نقطة، بفارق سبع نقاط عن ليفربول المتصدر، حيث حقق «السيتزين» الفوز في 15 مباراة، وتعادل في لقاءين، وخسر ثلاث مباريات، جاءت جميعها في شهر ديسمبر الماضي، بالسقوط أمام نادي تشيلسي، ونادي كريستال بالاس، وأخيرًا أمام نادي ليستر سيتي.

وبعيدًا عن اللقاء المرتقب، وتاريخ المواجهات الطويل بين مانشستر سيتي وليفربول، والذي بدأ منذ 1899، وعلى مدار 119 عامًا، إلا أن المواجهة بين بيب جوارديولا ويورجن كلوب، تحمل في طياتها الكثير من الإثارة، وبخاصة في ظل حقيقة أن كلوب واحد من المدربين القلائل المتفوقين تاريخيًا في المواجهات أمام جوارديولا.
صراع خاص
الصراع بين جوارديولا وكلوب يعد واحدًا من الصراعات الخاصة للغاية في عالم التدريب في السنوات الأخيرة، حيث بدأت المواجهات بينهما في موسم 2013-2014، في بطولة كأس السوبر الألماني، بعد استلام جوارديولا لمهمة تدريب نادي بايرن ميونيخ، وتواجد كلوب على رأس القيادة الفنية لنادي بوروسيا دورتموند.

وخلال المباراة الرسمية الأولى للمدرب الإسباني في تدريب النادي البافاري، حقق بوروسيا دورتموند فوزًا كبيرًا بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليجد جوارديولا نفسه في تحدٍ مختلف تمامًا، أمام مدرب صاحب فكر تدريبي يعتمد على الضغط العالي، والسرعة الكبيرة سواء هجوميًا أو دفاعيًا.
بدايات متباينة
مسيرة كلوب كمدير فني لفريق أول بدأت في 2001 وجاءت هادئة، ولكن في الوقت ذاته مثيرة للاهتمام، حيث بدأ رفقة نادي ماينز الألماني، والذي قضى في صفوفه سبع سنوات، نجح خلالها في قيادة النادي نحو التأهل إلى دوري الدرجة الأولى الألماني لأول مرة في تاريخه، في موسم 2003-2004، بعد احتلاله المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية.

وفي 2008، انتقل كلوب لتدريب نادي بوروسيا دورتموند، ليبدأ فصلًا جديدًا من مسيرته، حيث بزغ نجمه بصورة أكبر، وأصبح «أسود الفيستفاليا» في عهده قادرين على العودة إلى الصورة مجددًا، والتتويج بالألقاب، على مدار سبع سنوات كاملة، قبل الانتقال في أكتوبر 2015 إلى نادي ليفربول.

أما جوارديولا، فإن بداية مسيرته كمدرب جاءت بمفاجئة كبرى، بتولي مهمة تدريب الفريق الأول في نادي برشلونة، بعد موسم وحيد في قيادة الفريق الثاني، ليحطم المدرب الإسباني، وعلى مدار أربع سنوات، كافة الأرقام القياسية مع النادي الكتالوني، ويحقق 14 بطولة متنوعة، منها سداسية تاريخية في 2009.
لا أحد يتفوق في ألمانيا
وبعد مباراة كأس السوبر في افتتاح موسم 2013-2014، تواجه المدربان في سبع مباريات في كافة البطولات في ألمانيا، وتحديدًا الدوري الألماني، وكأس ألمانيا، وكأس السوبر الألماني.

وخلال المباريات السبع، حقق جوارديولا الفوز في أربع مباريات، مقابل فوز كلوب بثلاث مباريات، ليصبح إجمالي المواجهات الألمانية بين المدربين 8 مباريات، بواقع الفوز في أربع مباريات لكل مدرب، حيث كانت آخر المواجهات في نصف نهائي بطولة كأس ألمانيا لموسم 2014-2015، وحقق فيها بوروسيا دورتموند الفوز بثلاثة أهداف لهدف.
الصراع يتجدد في إنجلترا
وفي موسم 2016-2017، انتقل بيب جوارديولا إلى تدريب نادي مانشستر سيتي، بعد ثلاثة مواسم في تدريب بايرن ميونيخ، طمعًا في نقل «السيتزين» إلى آفاق جديدة في كرة القدم عالميًا، بعد بداية تفوق الفريق على المستوى المحلي.

ومع وجود كلوب في إنجلترا، منذ أكتوبر 2015، مشرفًا على تدريب نادي ليفربول، تجدد الصراع المميز للغاية بين كلا المدربين، والذي يستمر، لنشهد فصلًا جديدًا من فصول المنافسة بينهما خلال الموسم الحالي.

المباراة الأولى بين جوارديولا وكلوب في الدوري الإنجليزي الممتاز، جاءت في ديسمبر 2016، خلال الجولة التاسعة عشرة من المسابقة، وانتهت بفوز ليفربول بهدف دون رد.