نائب رئيس النصر يعتذر: الخسارة لا تقلل من قيمة العالمي

نائب رئيس النصر يعتذر: الخسارة لا تقلل من قيمة العالمي
حجم الخط:

لم تمر خسارة نادي النصر أمام اتحاد جدة في دور الـ16 من كأس خادم الحرمين الشريفين مرور الكرام، إذ أثارت الهزيمة موجة من الغضب والحزن داخل أروقة النادي العاصمي وبين جماهيره، بعد أن ودع الفريق ثاني بطولاته هذا الموسم في مشهد غير متوقع.

فبعد أداء متباين في الكلاسيكو الذي جمع الفريقين، خسر النصر أمام الاتحاد، ليودع البطولة مبكرًا، رغم تصدره جدول ترتيب الدوري السعودي وظهوره بمستويات قوية في الأسابيع الماضية.

وفي أول رد فعل رسمي من داخل النادي، تقدم خالد وليد المالك، نائب رئيس النصر، باعتذار علني لجماهير “العالمي” عبر حسابه على منصة “إكس”، مؤكدًا تفهمه لحالة الغضب التي اجتاحت المشجعين عقب الخروج من البطولة.

وقال المالك في رسالته: “الحمد لله على كل حال.. أعتذر لجمهورنا الغالي الذي كان وما زال هو سندنا، وخير من يدعمنا في كل وقت”.

وأضاف: “أتفهم غضبكم وحرصكم على تحقيق كل البطولات، وهو ما يعكس طموحكم وطموحنا في خدمة الكيان. الفريق يقدم مستويات رائعة ويتصدر الدوري، وخسارة مباراة لا تنقص من قيمته”.

وختم نائب رئيس النصر حديثه قائلاً: “أمامنا استحقاقات قادمة، وأنتم خير من يدرك أهمية الوقوف خلف نصركم في هذا التوقيت، وهذا ما تعودناه منكم حتى نصل إلى هدفنا جميعًا، ونسأل الله التوفيق”.

بهذا الخطاب، حاول المالك تهدئة الجماهير الغاضبة، في وقت يعيش فيه الفريق واحدة من أكثر فتراته حساسية، ليس فقط بسبب الخروج من الكأس، بل أيضًا بسبب تزايد الإصابات التي تضرب صفوفه وتؤثر على استقراره الفني.

سيمـاكـان ينضم لقائمة المصابين.. “المصائب لا تأتي فرادى”

وكأن الخروج من كأس الملك لم يكن كافيًا، فقد تلقى النصر ضربة جديدة بعد تأكد إصابة المدافع الفرنسي محمد سيماكان خلال مواجهة الاتحاد.

وذكرت صحيفة “الرياضية” السعودية أن الفحوصات الأولية تشير إلى إصابة سيماكان في العضلة الخلفية، على أن يخضع لفحص بالأشعة في أحد المراكز الطبية بالرياض لتحديد مدى خطورة الإصابة ومدة الغياب.

وبذلك، ينضم المدافع الفرنسي إلى قائمة طويلة من الغيابات داخل صفوف الفريق، تشمل الظهير الأيسر سعد الناصر، ولاعب الوسط عبد الملك الجابر، والمهاجم الشاب سعد حقوي، وجميعهم يخضعون حاليًا لبرامج تأهيلية في عيادة النادي.

وانتقل سيماكان إلى صفوف النصر في صيف 2024 قادمًا من لايبزيج الألماني، في صفقة قدرت قيمتها بـ35 مليون يورو، بحسب تقارير صحفية، ومنذ انضمامه، خاض المدافع الفرنسي 51 مباراة بقميص “العالمي”، سجل خلالها 3 أهداف وصنع هدفين، ليصبح أحد أعمدة الدفاع الرئيسية في تشكيلة المدرب جورجي جيسوس.

أما سعد الناصر، فقد كانت معاناته مع الإصابات طويلة هذا الموسم، إذ تعرض أولاً لتمزق في أربطة مفصل القدم خلال مواجهة استقلال دوشنبه في دوري أبطال آسيا، ثم عاد للمشاركة في مباراة ودية ضد الدرعية في أكتوبر الجاري، قبل أن يصاب مجددًا، ما أجبر الجهاز الطبي على إخضاعه لبرنامج تأهيلي جديد.

وبالنسبة للاعب الوسط عبد الملك الجابر، فقد تعرض لإصابة قوية في غضروف الركبة خلال معسكر الفريق في النمسا الصيف الماضي، وأجرى عملية جراحية ناجحة، لكنه لا يزال في مرحلة التعافي، بينما جاءت إصابة سعد حقوي خلال مشاركته مع منتخب السعودية للشباب في كأس العالم تحت 20 عامًا المقامة في تشيلي، حيث خرج من البطولة مصابًا بعد مباراة كولومبيا التي انتهت بخسارة الأخضر (0-2).

هذه الإصابات المتكررة وضعت جيسوس أمام تحدٍ كبير في إدارة المجموعة، خصوصًا مع ضغط المباريات المحلية والقارية، وتطلّع الفريق للمنافسة على لقب الدوري بعد ضياع بطولتين في وقت قصير.

AFP

جيسوس: الخروج من الكأس ضربة مؤلمة.. لكننا ما زلنا أقوياء

من جانبه، لم يُخفِ المدرب البرتغالي جورجي جيسوس شعوره بخيبة الأمل بعد الهزيمة أمام الاتحاد، واصفًا الخروج من كأس الملك بـ”الضربة الموجعة” في موسم كان يسير فيه النصر بخطى ثابتة.

وقال جيسوس في تصريحاته بعد اللقاء: “هذه ثالث مواجهة لنا أمام الاتحاد، فزنا في مباراتين وخسرنا اليوم. في الشوط الأول كانت الكفة متوازنة، وبعد البطاقة الحمراء للاعب الاتحاد الجليدان حاولنا العودة لكن الخصم دافع جيدًا. هذه أول خسارة لنا هذا الموسم”.

وأضاف المدرب البرتغالي مؤكدًا أن النتيجة لا تعكس تراجعًا تكتيكيًا: “لا ننسى أننا واجهنا فريقًا كبيرًا هو حامل لقب الدوري والكأس. المباراة كانت قوية بين فريقين كبيرين يبحثان عن الفوز. الخسارة ليست بسبب الجانب التكتيكي”.

وكشف جيسوس أن الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش لم يكن في كامل جاهزيته البدنية، موضحًا: “بروزوفيتش لم يتدرب سوى مرة واحدة مع الفريق في الأيام الأخيرة. البعض يتحدث دون معرفة بوضع اللاعبين، ولكن الحقيقة أنه لم يكن جاهزًا بالكامل للمشاركة”.

وختم المدير الفني حديثه مؤكدًا أن بطولة الدوري ستبقى الهدف الأول للفريق هذا الموسم: “خسرنا بطولة كبيرة، نعم، لكنها ليست النهاية. هدفنا الرئيسي هو الدوري، وسنواصل العمل بقوة لتحقيقه. كأس خادم الحرمين الشريفين كان هدفنا الثاني، ولم نوفق فيه هذه المرة”.

بهذا التصريح الواقعي، حاول جيسوس احتواء صدمة الخروج، والتأكيد على أن النصر لا يزال يمتلك الأدوات والطموح لاستعادة توازنه سريعًا، خصوصًا مع الدعم الجماهيري الهائل الذي يميز “العالمي” في كل الظروف.

ورغم الألم الذي خلفته الهزيمة أمام الاتحاد، يبدو أن الإدارة والجهاز الفني متفقان على أن المرحلة المقبلة لا تحتمل الإحباط، بل تتطلب توحيد الصفوف استعدادًا لما تبقى من الموسم.