أبرزهم دوران وميتروفيتش.. “التخلص من الأسلحة الفاسدة” شعار كبار السعودية

أبرزهم دوران وميتروفيتش.. "التخلص من الأسلحة الفاسدة" شعار كبار السعودية
حجم الخط:

  رفعت أندية عدة من بين كبار دوري روشن السعودي للمحترفين هذا الموسم، شعار التخلص من “الأسلحة الفاسدة”، وذلك من خلال التخلي عن لاعبين كانوا بمثابة “حمل زائد” حيث لم يكن استمرارهم يحمل ضمانات واضحة للتألق في الموسم الجديد.

ولأنه موسم التحديات بالنسبة لكبار “روشن” فإن كل فريق سعى لأن يعزز قائمته بالإضافات اللازمة وينهي ارتباطه بلاعبين انتهت أدوارهم مع الفريق سواء تألقوا فيما مضى، أو لم تنجح تجربتهم على الإطلاق.

لعل النصر من بين أبرز نماذج الأندية السعودية التي تخلصت من لاعبين لا وجود لهم في خطط المدرب للموسم الجديد، وبقدوم البرتغالي جورجي جيسوس، لتولي قيادة العالمي اتضحت الرؤية بشأن مصير الكولومبي جون دوران، المهاجم القادم في منتصف الموسم الماضي من أستون فيلا الإنجليزي.

دوران رغم أن بدايته كانت متوهجة، وسجل أكثر من ثنائية في مباريات فريقه، لكن ذلك لم يكن كافيا ليضمن استمرار تألقه، ففي فترات الحسم بالموسم، والأوقات التي كان يحتاج فيها لتألق لاعبيه لاسيما الأجانب، لم يكن دوران له بصمة حقيقية.

كذلك يُلام الإيطالي ستيفانو بيولي المدير الفني السابق، فيما آلت إليه تجربة دوران مع النصر، فالمدرب السابق لميلان من الواضح أنه لم يكن لديه تصور عملي لكيفية الاستفادة من الكولومبي، دون الإخلال بدور البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وبالنظر إلى أن أفضل مراكز دوران هو رأس الحربة، فإن الاعتماد عليه بهذا المركز يعني إبعاد كريستيانو عن هذا الدور ما من شأنه التأثير على المعدل التهديفي لـ “الدون” كما أنه لن يستعيد ذكريات الأيام الخوالي عندما يلعب كجناح أيسر، وسيخسر عمق الهجوم جهوده بشكل كبير.

ومن ثم كان القرار الأسهل التضحية بدوران الصفقة التي كلفت النصر نحو 70 مليون يورو، لينتقل معارا بعد ذلك إلى فنربخشة.

Getty Images

في الأهلي كان القرار بالاستغناء عن البرازيلي ألكسندر جوميز لاعب خط الوسط منطقيا للغاية، فمنذ قدومه من أتلتيكو مينيرو لم يقدم اللاعب أي إضافة، واكتفى بدقائق مشاركة قليلة مع الفريق، جاءت دون أي بصمة على مستوى دوره كخط وسط محوري.

وعطلت الإصابات مسيرة اللاعب مع الأهلي، وجعلته يخرج من حسابات مدربه ماتياس يايسله، المدير الفني الألماني الذي لا يحب الرهانات الخاسرة.

لكن جوميز كان رهانا خاسرا بكل تأكيد إذ لم يستفد منه الأهلي على الإطلاق، رغم أن الفريق كان في أمس الحاجة لرئة جديدة يستند عليها نجمه الإيفواري فرانك كيسي بدلا من زياد الجهني، على مدار موسم طويل وشاق انتهى بتتويج قاري.

الأهلي تخلص من جوميز وكان من أوائل الراحلين، نظرا لأنه لم يقدم أي إضافة مع الفريق ليتم التعاقد مع بديله الفرنسي فالنتين أتانجانا.

وكان الاتحاد بحاجة لضخ دماء جديدة على مستوى بعض المراكز الحيوية مثل حراسة المرمى، وبدا ذلك واضحا من خلال فترة غياب الصربي بريدراج رايكوفيتش، الحارس الذي تألق الموسم الماضي، ولم يكن له بديل بمستوى مقارب.

ورأى الفرنسي لوران بلان المدير الفني أن البديل محمد المحاسنة لم يكن خيارا مناسبا، ومن ثم جاء قرار الاستغناء ليتم الاستعانة بالبديل محمد العبسي وهو حارس أصغر سنا، وبقدومه من الشباب يبحث عن أن يكون له دور إلى جانب رايكوفيتش في موسم طويل وشاق.

ربما كان القرار الأصعب على الهلال الاستغناء عن مهاجمه الصربي ألكسندر ميتروفيتش ، اللاعب الذي تألق بشكل كبير منذ قدومه في صيف 2023، حيث لم يدخر جهدا في أن يكون إضافة هجومية كبيرة للفريق.

وكان مصدر إزعاج حقيقي لدفاعات وحراس الخصوم، لكن دوام الحال من المحال، رغم أن المهاجم الصربي الدولي قدم معدلا تهديفيا مميزا للغاية بقميص الزعيم.

وفي 79 مباراة بكل البطولات سجل 68 هدفا وصنع 15، فيما لم يكن يتمنى الهلال أكثر من ذلك على مستوى الأرقام من النجم الصربي.

غير أن لعنة الإصابات عطلت مسيرة اللاعب، حيث افتقده في أوقات مهمة بالموسمين الماضيين، ففي الموسم قبل الماضي غاب عن مباراة العين الإماراتي بإياب نصف النهائي الآسيوي، ما ساهم في افتقاد فريقه عنصر الحسم الهجومي في مهمة التعويض.

أما الموسم الماضي فزاد الأمر تعقيدا بغياب طويل للاعب استمر قرابة شهرين، وفي وقت حرج من الموسم تأثر فيه الفريق بشكل واضح بعدم وجوده.

حتى في كأس العالم للأندية لم يكن ضمن خيارات المدرب إنزاجي بسبب الإصابات.

كان لابد أن يحسم الهلال قراره بالعقل وليس العاطفة ويتخلى عن “ميترو” رغم أرقامه المميزة في سبيل تخفيف الأحمال بالقائمة، وجلب وجوده جديدة، وهو ما تم بالفعل.