بعد أسبوعين من المفاجآت والمباريات المليئة بالإثارة، يسدل الستار اليوم السبت على منافسات فردي السيدات في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، حيث تلتقي المصنفة الأولى عالميًا وحاملة اللقب أرينا سابالينكا مع الأمريكية أماندا أنيسيموفا في النهائي المرتقب.
وتدخل سابالينكا المباراة ساعية للحفاظ على لقبها، بينما تخوض أنيسيموفا ثاني نهائي لها على التوالي في البطولات الكبرى، بعد وصولها إلى نهائي ويمبلدون في يوليو الماضي. الفوز هذه المرة سيمنحها أول لقب جراند سلام في مسيرتها.
وستحصل البطلة على 2000 نقطة في تصنيف رابطة محترفات التنس، فيما تنال الوصيفة 1300 نقطة. ومن المؤكد أن سابالينكا، التي تمتلك 11,225 نقطة، ستبقى في صدارة التصنيف العالمي بغض النظر عن النتيجة، بينما ستقفز أنيسيموفا – التي دخلت البطولة بـ 3,869 نقطة – إلى المركز الرابع عالميًا خلف إيجا شفيونتيك وكوكو جوف.
الطريق إلى النهائي
سابالينكا شقت طريقها بثبات حتى نصف النهائي تقريبًا، حيث لم تخسر أي مجموعة حتى مواجهة جيسيكا بيجولا، التي تمكنت من اقتناص مجموعة وحيدة. وكانت المصنفة الأولى قد أطاحت بكل من ريبيكا ماساروفا، وبولينا كوديرميتوفا، وليلى فيرنانديز، وكريستينا بوكسا.
وهذا هو النهائي الثالث لها في البطولات الكبرى هذا الموسم، والرابع في آخر خمس مشاركات كبرى، إضافة إلى كونه ثالث نهائي متتالٍ لها في أمريكا المفتوحة. ورغم ذلك، فإنها لم تفز بلقب كبير منذ نسخة العام الماضي.
على الجانب الآخر، عاشت أنيسيموفا أسبوعين دراميين ومليئين بالتحديات، بعد خيبة ويمبلدون الأخيرة أمام شفيونتيك بنتيجة قاسية (6-0، 6-0). لكن اللاعبة الأمريكية البالغة من العمر 24 عامًا عادت بقوة، متجاوزة كيمبرلي بيريل، ومايا جوينت، وجاكلين كريستيان (في ثلاث مجموعات)، ثم البرازيلية بياتريس حداد مايا في الدور الرابع.
وفي ربع النهائي، واجهت أنيسيموفا شفيونتيك مجددًا، لكن هذه المرة على ملعب “آرثر آش” المزدحم بجماهير متحمسة، ونجحت في رد الاعتبار بفوز تاريخي بمجموعتين دون رد. ووصفت اللاعبة الأمريكية هذا الانتصار بأنه الأهم في مسيرتها. وفي نصف النهائي، تغلبت على نعومي أوساكا بعد مباراة مثيرة امتدت إلى ثلاث مجموعات.
أنيسيموفا أصبحت أصغر لاعبة منذ عام 2002 (بعد فينوس وسيرينا ويليامز) تبلغ نهائي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة في موسم واحد، وأثبتت قوتها الهجومية بتحقيقها 177 ضربة قاضية – الرقم الأعلى بين جميع المشاركات – و35 إرسالًا ساحقًا (ثاني أفضل رقم خلف أوساكا). كما حولت 29 فرصة كسر إرسال، لتأتي ثالثة في هذا التصنيف خلف بيجولا وأوساكا.
أرقام وتاريخ
تسعى أنيسيموفا لتتويج مسيرتها بأول لقب جراند سلام، وقد تصبح رابع لاعبة منذ 1975 تهزم ثلاث مصنفات أولى (حالية أو سابقة) في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي من نفس البطولة، لتنضم إلى أساطير مثل شتيفي جراف وسيرينا ويليامز وجنيفر كابرياتي. كما يمكن أن تصبح ثالث لاعبة تتغلب على كل من شفيونتيك وسابالينكا في بطولة كبرى، بعد فيكتوريا أزارينكا (أمريكا المفتوحة 2020) وماديسون كيز (ملبورن 2024).
أما سابالينكا، فهي تملك فرصة ذهبية لدخول سجلات التاريخ من أوسع أبوابها، إذ تسعى لتصبح أول لاعبة منذ سيرينا ويليامز (2014) تحقق لقبين متتاليين في أمريكا المفتوحة. فوزها اليوم سيمنحها أيضًا انتصارها المئوي في منافسات الفردي بالبطولات الكبرى، وهو إنجاز لم تصل إليه خلال آخر 15 سنة سوى شفيونتيك بوتيرة أسرع.
الإحصاءات تصب في مصلحة أنيسيموفا على صعيد المواجهات المباشرة (6-3)، إذ تفوقت على منافستها في ويمبلدون هذا العام، بينما فازت سابالينكا في رولان جاروس. وفي البطولات الكبرى، تبادل الطرفان التفوق: سابالينكا فازت في أستراليا المفتوحة 2024، بينما انتصرت أنيسيموفا في أستراليا المفتوحة ورولان جاروس 2019.