عندما تكون البداية مثالية، فإنها تقطع مسافات طويلة، وتختصر الكثير من الجهد، بل وتمنح صاحبها دفعة قوية نحو تقديم الأفضل فيما بعد بمختلف المجالات.
وينطبق ذلك الأمر على البرتغالي جورجي جيسوس مدرب النصر الذي سيستهل مشواره مع “العالمي” بمواجهة اتحاد جدة، غدا الثلاثاء، في إطار منافسات الدور نصف النهائي من السوبر المحلي 2025.
وسيلعب الفائز من هذه المباراة مع المنتصر من مواجهة أهلي جدة والقادسية، المقرر إقامتها بعد غد الأربعاء في الدور ذاته من البطولة التي تقام على أرض هونج كونج.
الرحلة تبدأ بالاتحاد
نجح النصر في التعاقد مع جيسوس بعد شهرين فقط من رحيله عن الهلال، وهو ما تسبب في صدمة لعشاق “الزعيم”، وفرحة كبرى لأنصار “العالمي”.
ويتطلع العجوز البرتغالي لرد اعتباره أمام الجميع، خاصة بعد الطريقة السيئة التي رحل بها عن الهلال، نتيجة خسارة جميع الألقاب باستثناء السوبر المحلي.
وما يدعم أحلام جيسوس نحو الظهور بصورة مثالية في أولى تحدياته مع النصر، هو اللعب ضد الاتحاد مرة أخرى والذي يمهد طريقه دائما نحو القمة، حيث سبق وأن حدث ذلك خلال ولايتين سابقتين مع الهلال.
البداية تعود لسوبر 2018، عندما تمكن جيسوس من قيادة الهلال في أولى مبارياته نحو التتويج، بالانتصار على الاتحاد (2-1)، وتكرر الأمر في الموسم قبل الماضي ولكن بشكل مختلف، وذلك بعدما انتصر المدرب البرتغالي على العميد (4-3) في الجولة الرابعة من دوري روشن.
ذلك الفوز، كان بمثابة انطلاقة قوية نحو السيطرة على جميع الألقاب المحلية، بالإضافة للتسبب في عقدة لا تنسى للاتحاد وجماهيره، بالفوز عليه خلال الموسم المذكور في 7 مباريات متتالية بمختلف المسابقات.
وأصبح “العميد” أكثر الأندية السعودية تعرضا للهزيمة أمام جيسوس، بالسقوط 10 مرات والتفوق عليه في مناسبتين فقط، فضلا عن خسارة لقبي سوبر وكأس بشكل مباشر ضد العجوز البرتغالي، وهو ما خلق عقدة كبرى.
وبالتالي، فإن الانتصار على “النمور” في مباراة الغد سيمهد طريق جيسوس نحو بداية مثالية، يمكن لها أن تعيد النصر لمنصات التتويج.
صدمة بلان
في الوقت الذي يسعى فيه جيسوس لبداية مثالية، فإنه يسعى للانتقام من الفرنسي لوران بلان مدرب اتحاد جدة الذي تسبب في ابتعاده عن القمة خلال الموسم الماضي.
بلان استطاع أن يخطف لقبي الدوري وكأس الملك من جيسوس ببراعة شديدة، حيث كان صاحب النفس الأطول على مدار الموسم، بل تمكن من إنهاء عقدة “العميد” أمام المدرب البرتغالي والهلال نفسه، بالفوز (4-1) بالدور الثاني.
كذلك، تمكن من إقصاء رجال جيسوس من ربع نهائي كأس الملك، عبر الفوز بركلات الترجيح (3-1)، ليسقط حامل لقب البطولتين، بالإضافة للجمع بين الثنائية المحلية للمرة الأولى بتاريخ النادي.
ومع التحدي الأول لجيسوس مع “فارس نجد”، فإن الهدف الأبرز هو الإطاحة بالمدرب الفرنسي من السوبر، بهدف توجيه إنذار شديد اللهجة قبل بداية الدوري.
سحر أزرق
تحلم جماهير النصر بتكرار سحر جيسوس الأزرق، ولكن مع ناديهم خلال هذه المرة، بإعادة “العالمي” لمنصات التتويج بعد سنوات من الضياع.
وبالطبع ستكون مهمة جيسوس مع النصر، بمثابة رحلة الألف ميل، بسبب الابتعاد منذ فترة طويلة عن الألقاب المحلية والقارية، ولكن قدرات المدرب البرتغالي يمكن أن تعيد النادي للطريق الصحيح.
وبالحديث عن ولاية جيسوس الثانية مع الهلال، نجد أنه حقق إنجازات لا يمكن نسيانها، ولعل أبرزها الفوز في 34 مباراة متتالية بمختلف المسابقات، متفوقا على جميع أندية العالم عبر التاريخ..
فضلا عن الفوز بالدوري السعودي بتحقيق 96 نقطة وتسجيل 101 هدف، وهو أكبر معدل نقطي وتهديفي بموسم واحد من المسابقة.
ولم يتوقف عند هذا الحد، بل وصول إلى أكبر سلسلة من اللاهزيمة عبر جميع المسابقات المحلية، بواقع 57 مباراة متتالية، حتى وصل الأمر لدرجة أن بعض خبراء كرة القدم، وصفوا العمل الذي يقوم به جيسوس مع الهلال بالسحر.
سحر جيسوس جعل خصومه يدخلون المباريات منهزمين ذهنيًا حتى قبل صافرة البداية، بفضل قدرته على قيادة ‘زعيم آسيا’ نحو الانتصار، حتى في المباريات التي لم يظهر فيها بالمستوى المنتظر.
ومع الصفقات الجديدة التي أبرمها النصر، بقيادة البرتغالي جواو فيليكس والفرنسي كينجسلي كومان مع وجود الأسطورة كريستيانو رونالدو والسنغالي ساديو ماني، فإن جيسوس يمتلك الأدوات لتكرار السحر ذاته.
طموح رونالدو
كان رونالدو العنصر الأهم في قدوم جيسوس على رأس القيادة الفنية لتدريب النصر، باعتراف المدرب نفسه، وهو ما يدعمه بقوة نحو تحقيق أحلام الجماهير.
ومن المعروف عن جيسوس، حماسه الكبير في التدريبات والمباريات ورغبته الدائمة في الفوز وتحقيق الألقاب، وهو ما يتناسب تماما مع عقلية “صاروخ ماديرا”.
وتتناسب أهداف الثنائي بشكل كبير خلال الموسم الجديد، حيث يتطلع كل منهما لرد اعتباره في الملاعب السعودية، وخاصة “الدون” الذي لم يحقق أي لقب محلي أو قاري منذ وصوله في يناير/كانون ثان 2023.
فضلا عن السقوط ضد الاتحاد ذهابا وإيابا في النسخة الماضية من دوري روشن، وعدم التأهل لنخبة آسيا، لذا فإن رغبة رونالدو في تحقيق الألقاب ستشعل حماس جيسوس بشكل أكبر بداية من السوبر المرتقب.