تصاعد التوتر بين ناديي ريال مدريد وباريس سان جيرمان، قبل المواجهة المنتظرة بينهما في نصف نهائي كأس العالم للأندية، في مباراة لا تتجاوز أهميتها الجوانب الرياضية فحسب، بل تمتد إلى أبعاد إدارية حساسة تعكس علاقة معقدة ومتدهورة بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة.
المباراة التي تقام يوم الأربعاء تحظى بترقب كبير على مستوى الكرة العالمية، لكنها أيضًا تُعتبر واحدة من أكثر المواجهات حساسية من الناحية الإدارية، في ظل العلاقة المتوترة التي تحكم تواصل إدارة الناديين، والتي باتت تتسم بالجمود والبرود منذ وقت ليس بالقصير.
ورغم العلاقة القوية التي تجمع رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، برئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، وتقديره للدور الذي لعبه باريس سان جيرمان في دعم مشاركة رابطة الأندية الأوروبية (ECA) في هذه البطولة، إلا أن الأجواء تبقى مشحونة، وتفتقر إلى الود أو التقارب.
وذكرت “ماركا” أن مظاهر هذا التوتر باتت واضحة في التفاصيل التنظيمية المصاحبة للمباراة، حيث لن تُعقد مأدبة غداء رسمية بين إدارة ريال مدريد وإدارة باريس سان جيرمان، وهي الخطوة التي تُعتبر مؤشرًا صريحًا على برودة العلاقات.
ورغم أن رئيسي الناديين سيتواجدان في نفس المنصة الرسمية خلال اللقاء، إلا أنه من غير المتوقع حدوث أي نوع من التواصل المباشر أو حتى المجاملات المعتادة بين الطرفين.
محطة فارقة
التوتر الحالي يعيد إلى الأذهان ما حدث في مارس / آذار 2022 خلال آخر مواجهة أوروبية جمعت بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا، والتي شكّلت محطة فارقة في علاقة الناديين.
ففي تلك المباراة، التي شهدت سيطرة شبه كاملة من باريس ذهابًا وإيابًا حتى الدقيقة 60 من لقاء العودة، انهار الفريق الباريسي بشكل مفاجئ وخرج من البطولة، ما دفع رئيسه ناصر الخليفي إلى مغادرة المقصورة الرسمية في حالة غضب شديد.
الخليفي توجه حينها إلى غرف الملابس للاعتراض على التحكيم، لكنه دخل بالخطأ غرفة ميخيا دافيلا، مسؤول تنظيم المباراة في ريال مدريد، وبدأ بالصراخ والاحتجاج بطريقة حادة، ما تسبب في حالة من الفوضى والحرج.
ذلك التصرف ظل عالقًا في الأذهان، واعتُبر لحظة كاشفة عن مدى التوتر والانفعال الذي وصلت إليه إدارة باريس سان جيرمان، خاصة في ظل شعورهم بأن فريقهم كان الأقرب للتأهل قبل الانهيار غير المتوقع.
وزاد الطين بلة ما تلا تلك المباراة من تطورات، على رأسها انتقال كيليان مبابي إلى ريال مدريد، في صفقة وُصفت بأنها الأكثر جدلًا في السنوات الأخيرة، وأسهمت في مفاقمة الخلافات بين الناديين.
كل هذه الأحداث ساهمت في رسم ملامح علاقة متوترة بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان، ويبدو أن آثارها لا تزال حاضرة بقوة في كل مواجهة جديدة تجمع بينهما، لتتحول كل مباراة إلى ما يشبه اختبارًا للعلاقات أكثر من كونها مجرد مواجهة كروية.