“أسباس” عملاق الليغا الذي تفوق على ميسي

لم يدع مهاجم سيلتا فيغو الإسباني، إياغو أسباس، مجالًا للشك بأنه أحد أفضل لاعبي كرة القدم في أوروبا، إثر المستويات الثابتة التي يُقدّمها طيلة السنوات الست الماضية بقميص النادي الغاليثي.

أسباس (33 عامًا) هو أفضل هدّاف في الليغا الإسبانية هذا الموسم بواقع 9 أهداف متفوقًا على ليونيل ميسي وكريم بنزيمة. على مستوى صناعة الأهداف فهو المتصدر أيضًا بعد أن قدّم 6 تمريرات حاسمة.

في صمت تام بعيدًا عن الكاميرات وميكروفونات القنوات التلفزيونية، يلعب أسباس كرة قدم كلاسيكية من أجل المتعة وخدمة فريقه الذي يتوسط اللائحة كل موسم، ويرفض تقمُص لون غيره. يعتبره النُقّاد أفضل لاعب في تاريخ سيلتا فيغو بلا منازع.

لنبدأ بتلك الإحصائية التي تقول إن إياغو هو أكثر لاعب إسباني الجنسية في المواسم الخمسة الماضية إحرازًا للأهداف في أوروبا. لم يستطع أي لاعب إسباني آخر أيضًا أن يقدّم تمريرات حاسمة أكثر منه بالليغا. نحن بصدد ظاهرة غير اعتيادية.

الفنيات التي يمتلكها اللاعب ومدى عنفوانه وقتاليته، جعلت فقط ليونيل ميسي أمامه من حيث التأثير على أداء فريق ما في الليغا، يحل ثانيًا أسباس -بحسب عديد النُقّاد- كأفضل أداء فردي خلال السنوات الماضية في إسبانيا. يصنع ويسجل ويركض ويمرر، ولا يوقفه شيء.

لا يوجد فريق يتأثر بغياب لاعب ما في إسبانيا بقدر سيلتا فيغو وأسباس. تشير الإحصائيات إلى أن السماوي يخسر 70% من المباريات التي يغيب عنها اللاعب، بينما نسبة الخسارة في وجوده 20% فقط. إمكانياته الفردية المرتفعة جعلته يسجل 12هدفًا من أصل 16 أحرزهم عام 2020 بمجهود فردي من دون تمريرات حاسمة من زملائه.

يوضّح المدير السابق أوسكار غارسيا مدى أهمية اللاعب: “لا يوجد لاعب فوق النادي باستثناء أسباس”.. بالنظر إلى أهداف فيغو الـ 22 التي أحزرها الفريق هذا الموسم، فإن أسباس مُشارك في 14 هدفًا منهم، أي ما نسبته 62% من إجمالي الأهداف.

قضى أسباس فترة قصيرة مع ليفربول عام 2013 قبل أن يعود إلى إسبانيا مُعارًا لإشبيلية ثم ينتقل إلى سيلتا فيغو طليعة موسم 2015-2016 والبقية هي التاريخ بالنسبة للاعب الذي يتمتع بشخصية قيادية جسورة حد المصارعة.

في المباريات الخمس الأخيرة بالدوري، داوم اللاعب على ما برع فيه دائمًا، مُسجّلًا 4 أهداف ومُقدّمًا لـ 4 تمريرات حاسمة، جعلته يعتلى صدارة قائمة الهدّافين والصانعين، في موسم من الممكن أن نقول بكل أريحية “إنه تفوق على ميسي”.

“ميسي موانا” هو اللقب الذي أطلقه عليه مشجعو الفريق نسبة إلى البلدة الريفية الصغيرة التي يقطنها أسباس بالقرب من نهر مدينة فيغو وهي مسقط رأسه بالمناسبة، حيث اعتاد على اصطياد المحار رفقة والدته في الصبا. وبالقرب من موانا يقع ملعب “بالادايوس” الذي أصبح أسطورته الأولى على الإطلاق.

يقول عنه مدربه السابق فران سكريبا: “أسباس هو لاعب ستكرهه إن لم يلعب لفريقك، إنه مجنون بكرة القدم، يريد أن يعرف كل تفاصيل الملعب”.. بينما كشف مدربه الحالي بيبي بوردالاس أن أسباس رفض الانتقال إلى أتلتيكو مدريد، فتعاقدوا مع غواو فيليكس بصفقة قياسية.

قيمة كبيرة يمثلها أسباس بالنسبة لكرة القدم الإسبانية في العموم ولمدينة فيغو على وجه الخصوص، بعد أن سجّل 161 هدفًا وصنع 43 أخرى خلال 363 مناسبة مع النادي الغاليثي.

Exit mobile version